ارتجال الواقع ، تراكمية التجربة وفخ الإبداع

بقلم : كامل الباشا – القدس المحتلة .


المداخلة التي ألقيتها في الملتقى العلمي لمهرجان المسرح الدولي في الجزائر للعام 2010

بسم الله الرحمن الرحيم

السيدات والسادة الأفاضل ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بداية أشكر الجزائر العظيمة على مشاعر الأخوة الصادقة ، على الحفاوة و الاهتمام والمتابعة والمثابرة ، على الجهد والحب ، على تسمية فلسطين ضيف شرف المهرجان لهذا العام وعلى تكريمكم لي كاحد المسرحيين الفلسطينيين الفاعلين داخل فلسطين المحتلة ( كل فلسطين ) . على أمل أن نلتقي يوما ما على ارضها المحررة وفي القدس الغالية على قلوبنا جميعا .

ارتجال الواقع ، تراكمية التجربة وفخ الإبداع

كلما سُألت عن واقع المسرح الفلسطيني وموضوعاته تبادرت إلى ذهني نفس الجمل : المعاناة من الاحتلال، الخلل السياسي و الاجتماعي و النفسي، تدني مستوى الوعي ، العادات و التقاليد....الخ.

لكن ، وبغض النظر عن تعدد التفسيرات واختلاف التحليلات يبقى الإصرار على البقاء في فلسطين أو العودة إليها البوصلة الموجهة لمجمل إبداعاتنا الثقافية بغض النظر عن أماكن تواجدنا تعبيراً منا عن سعينا للحرية والاستقلال وبناء الإنسان الأقدر على مواجهة التحديات والأكثر وعيا لما نحتاجه لتحقيق ذلك .

وقد قررت في مداخلتي هذه الابتعاد عن تكرار ما تتضمنه البحوث والدراسات التي اعرفها لأخوض في الحديث عن جانب هام من جوانب تطور تجربتنا المسرحية داخل فلسطين المحتلة ، وهو الارتجال ، باعتباره احد المؤشرات الهامة والضرورية لفهم تلك التجربة ، متناولا إياها من زاوية معايشتي الشخصية إضافة إلى ما اختزنته ذاكرتي من حوارات مع من خاضوا التجربة قبلي ، مستعينا ببعض التسجيلات المتوفرة لدي – مع الاعتذار المسبق عن المشاكل التقنية – كوسيلة للإيضاح وبالقدر الذي يسمح به الوقت المتاح لي.

كما المسرح في الجزائر و في سائر أقطار عالمنا العربي الذي اومن بوحدته ، بدا المسرح الفلسطيني متأثرا بالثقافة الأوروبية الاستعمارية او للدقة (التدميرية). ثم اخذ يبحث عن جذوره وخصوصيته وعناصر هويته. وكما شهد المسرح الجزائري روادا من الفنانين و الادباء امثال علالو ، رشيد القسنطي ، محمد التوري ، محي الدين بشطارزي ، وعبد القادر علولة وغيرهم كثير . كذلك شهد المسرح الفلسطيني اعلاما اذكر منهم جميل البحري ، نصري الجوزي ، برهان الدين عبوشي ، محي الدين الصفدي ، عبد اللطيف البرغوثي ، معين بسيسو وآخرون .

وكانت جميع الاعمال التي قدمت حتى هزيمة 1967 ترتكز الى نصوص أدبية محلية أو عربية أو عالمية ولم تبلغني أي إشارة حول الارتجال الا بتأسيس فرقة بلالين عام 1972 في القدس. وقد حدث ذلك بتأثير من عدة عوامل.:

1. ندرة النصوص الملائمة للواقع تحت الاحتلال.

2. الحصار الثقافي و الرقابة على المطبوعات و النشر و تجارة الكتب .

3. تراوح المستوى الفكري للنصوص الموجودة بين مستويين اما أدب رفيع يصعب على العامة إدراك مراميه كمسرحيات غسان كنفاني ومعين بسيسو أو نصوص شعاراتيه تعبويه تتميز بسطحية وضحالة الفكر الذي تحمله .

4. حاجة الفنانين للتعبير عن الحدث اليومي بلغة واضحة ومؤثرة ومعبرة وبسيطه.

5. الافتقار الى تراث مسرحي يمكن الاستناد له والبناء عليه ، فاغلب ما قدم قبل هذا التاريخ يندرج في إطار الهواية بتقديم عرض او عرضين للمسرحية ولم يشكل ظاهرة جماهيرية متواترة وقابلة للتطوير والبناء عليها .

6. رغبة الفنانين في التمرد على المألوف و البحث في وسائل جديدة لصناعة مسرح فلسطيني خاص بهم شكلا ومضمونا .

وبعرض مسرحيتي الحشرة و العتمة المبنيتان بشكل تام على الارتجال ( نصا وإخراجا ) أصبح لدى المسرح الفلسطيني نموذجا مغريا يستطيع من خلاله أن يطرح ارائه وأفكاره الخاصة ، بلغته التي يفهمها الشارع ، وتعبر بصدق عن نبضه وطموحاته.

وقد شجع نجاح تلك التجارب على انجاز المزيد من الأعمال الارتجالية الكاملة : مجمع القبضايات، رأس روس وغيرها . وهذا بطبيعة الحال لا ينفي استمرار الفرق الاخرى في تقديم النصوص الجاهزة كما هو معروف.

كان اللقاء في بيت بلالين شبه يومي ولساعات طويلة كما ورد في شهادات ( ماجد ألماني ، عادل الترتير ، اميل عشراوي ، فرانسوا ابو سالم وعلي حجازي) يتم خلالها طرح وتبادل الأفكار من الجميع ، ترتجل النصوص وتعدل ، وترتجل مرة اخرى وتناقش ، ثم ترتجل وتحلل وتناقش ، ثم ترتجل ، ويستمر العمل على المسرحية الواحدة بهذه الطريقة وبمشاركة الجميع ما يزيد عن ستة أشهر ، وعند نضوج جميع الخطوط والمشاهد تقدم للجمهور ويتم إجراء التعديلات بعد كل عرض بناءا على النقاش الداخلي وملاحظات الجمهور وهكذا.

ومن بلالين انطلقت بلا ـ لين ودبابيس وصندوق العجب وغيرها ، كل يدلي بدلوه في هذا المجال ، إلى أن توقف الجميع عن العمل بهذا الأسلوب فيما تابعه فرانسوا ابو سالم تجربته الفريدة و المتميزة مع فرقة الحكواتي والتي اتبعت نفس الأسلوب تقريبا ( مع احتفاظه بدور المقرر الرئيسي للفرقة) منذ تأسيسها عام 1979 وحتى تفككها عام 1992 الى عدة فرق ومتابعة فرانسوا العمل تحت نفس الاسم وبطواقم مختلفه.

وقد قدمت تجربة الحكواتي مجموعة من الاعمال المبدعة و المتميزة اذكر منها ، جليلي يا علي و التي تناقش قضية هوية فلسطيني 1948 ومسرحية الف ليلة وليلة في سوق اللحامين والتي تناقش قضية صعود وهبوط الثورة الفلسطينية وعلاقتها بالجماهير.

تراكمية التجربة وفخ الإبداع

في معرض نقده لمسرحية على خطى هاملت للدكتور حبيب بولس والتي أخرجتها عام 2008 يقول :" واعتقد ان كامل الباشا كان يعرف مسبقا انه يراهن على اسمه وسمعته كمخرج في قبوله اخراج هذا العمل المسرحي، ذلك لأنه يعي انه في هذا العمل يتقحم عملا وعرا مليئا بالحصى وبالبثور. فمسرحية هاملت ليست مسرحية سهلة موضوعا وتنفيذا وقد مثلت مئات المرات كما اسلفت سابقا ومن زوايا ووجهات نظر متعددة، وعلى من يقربها اليوم ان يعرف من أي زاوية مغايرة عليه ان يتناولها، ذلك لأن الاخراج الصحيح هو كتابة ثانية للنص.

والسؤال الذي ينهض بعد هذا الكلام: هل نجح كامل الباشا في تقديم عمل مسرحي ناضج فنيا ومن زاوية مغايرة تنبثق من رؤية جديدة غير مسبوقة؟ " هكذا يبدأ مقالته لينهيها بالقول : " تحية احترام للفنان كامل الباشا الذي راهن على سمعته من خلال تقحمه لعمل مسرحي ملغم فيه الكثير من المغامرة لوعورته وصعوبة التعامل معه. لكن كامل الباشا رغم كل ما ذكر مع طاقمه استطاع ان ينقلنا الى عالم الشدهة لنتأمل في ذواتنا وفي مجتمعنا لنواجههما ولنعريهما". (الرابط للمقالة )

http://www.bettna.com/articals2/showArticlen.ASP?aid=1363

كلام جميل ، ولكن اين الارتجال واين الغواية ؟

بدأت تجربتي الارتجالية بمسرحية تستند الى قصة القميص المسروق للراحل غسان كنفاني ، اربع صفحات تتحول بعد شهرين من التدريب و الارتجال الى مسرحية مدتها ساعة وعشر دقائق وتعرض من العام 1990 الى العام 1998 وفي اغلب المدن الفلسطينية . القصة تتحدث عن سرقة طحين اللاجئين في المخيمات الفلسطينية في بداية الهجرة ، ونحن الان في العام 1990 وفي ذروة الانتفاضة

( عرض مقطع فيديو من المسرحية ، الرابط ).

http://www.youtube.com/watch?v=BmlozCFTZe0

الانتفاضة بدأت شعبية وعفوية ثم بدات المساعدات تصلنا وبدا الفساد ، الموضوع اذن مناسب ، ولكن هل يكفي ما في القصة من حدث رئيسي ، لابد من احداث فرعية تحلل وتوضح الشخصيات وعلاقاتها وتطور البناء الدرامي ، ولا بد من اسلوب متمرد على المألوف :

كنا طاقما يتكون من اربعة فنانين : عماد متولي ، درويش ابو الريش ، ريم اللو وانا ، عملنا بشكل شبه يومي في المسرح الوطني بالقدس ، حللنا نص غسان ودرسنا بعض الدراسات عن ادبه ، استمعنا لموسيقى فلسطينية وعربية ، ارتجلنا نصوصا تعتمد على مشاهد تم تحديدها مسبقا : لقاء ابو العبد وزوجته ، توزيع الاعاشه ، اللقاء باللص ابو سمير ... الخ .

لقد جهزنا جميع المشاهد دون التفكير في رابط مناسب يربط بينها ثم بدانا البحث عن شكل مناسب للعرض فابتدعنا خليطا من المسرح السردي والواقعي والكلاسيكي والملحمي والرمزي ، استخدمنا فكرة المسرحية داخل مسرحية فنحن ممثلين يعرضون قصة غسان كنفاني ، وظفنا مساحة قاعة العرض كلها لتتوزع المشاهد عليها ، واشركنا الجمهور في الفعل المسرحي وفي الحوار . ومن قصة ماساوية صنعنا كوميديا سوداء احبها الجمهور واستمر عرضها ثماني سنوات .

كانت تجربة ناجحة بامتياز ، اذن لماذا لم نكررها ؟ لا ادري .

مضت عشر سنوات قدمت خلالها العديد من الاعمال المسرحية للاطفال وللكبار وباساليب مختلفة ، وبحلول الانتفاضة الثانية ـ انتفاضة الاقصى:

المكان : مسرح القصبة ـ رام الله.

الزمان : الأشهر الأولى للانتفاضه كانت عنيفة جدا وسريعة ، صحونا من وهم السلام لنعيش واقع انتفاضة مسلحة لم نعهدها داخل الأراضي المحتلة من قبل ، احتلال جديد وتدمير للمؤسسات و مراكز الشرطة والمخابرات واجتياح للمقاطعة ( مقر القيادة الفلسطينية في رام الله ) ، دمار في كل مكان ، القيادة محتجزة داخل المقاطعة ، والختيار ( القائد الراحل ياسر عرفات ، ابو عمار ) يطل بابتسامته بين الحين والاخر عبر وسائل الاعلام مرددا : يا جبل ما تهزك ريح .

كنا مجموعة كبيرة من الفنانين : جورج ابراهيم ، محمود عوض ، جورجينا عصفور ، خليفه ناطور ، جميل السايح ، ابراهيم عليوات ، حسام ابو عيشه ، نزار زعبي ، عماد فراجين ، منال عوض ، لنا حاج يحيى ، خالد المصو ، معاذ الجعبه وانا .

كان خيار الارتجال هو خيارنا الوحيد للرد على الاحتلال ، لبعث القدرة على الصمود ، لاثبات أن الحياة اقوى من الموت ، تحدثنا في كل الواضيع ابتداءا من قصف الطائرات لمدننا وحتى صمود اليهود في معسكرات النازية ، مرورا بلقمة العيش و الحواجز و الشهداء والجرحى والاسرى ورعب الأطفال ، عرض جديد كل اسبوع ومجاني ، هذا الاسبوع نتحدث عن النكبة . ننطلق كل نحو ذاكرته أو كتبه او صحيفته ، نحضر المواد ، نوزع الادوار على الممثلين ونختار مخرجا لكل مشهد ، نتدرب كل على حدة في مجموعات متفرقة ، وفي اليومين الاخيرين نكلف احدنا بالاخراج ليجمع المشاهد في سلسلة معقولة ومقبولة للمتلقي .

عام ونصف كنا نتوقف احيانا ، لاستحالة التنقل وتقديم العرض ، لفترة ايام ، ثم نعاود نشاطنا ، بعدها جمعنا أفضل ما تم انجازه في مسرحية قصص تحت الاحتلال و جبنا بها العالم مدافعين عن حقنا في الحياة وفي الحرية والاستقلال ، والمسرحية ما زالت تعرض حتى تاريخ كتابة هذه المداخله .

(عرض مشهد فيديو من مسرحية قصص تحت الاحتلال ـ الرابط ).

http://www.youtube.com/watch?v=EwEQBa31Qzg

اصبح الارتجال عملا سهلا ومضمون النتائج وعملي وابداعي بامتياز. تؤلف مسرحيتك بوجود الممثليين ، غواية تحفها المخاطر من كل جانب ، وفي كل مرة تمارسها تضيف جديدا في الارتجال.

لماذا لا ارتجل في فضاء مفتوح باستخدام الإكسسوارات ؟ هكذا أنتجت مع زملائي العرض الاحتجاجي. على ظروف عمل الممثليين بعنوان خرب الباص.

لماذا لا ارتجل مع ممثل واحد؟ تحد جديد!

اجتياح وتدمير مخيم جنين ، أبو سلكه من القدس يذهب لإحضار عروسه من المخيم وأثناء وجوده في المرحاض يحدث الاجتياح - ويحشر هناك ليروي قصته وقصة دمار المخيم.

(عرض مشهد فيديو من مسرحية العريس ـ الرابط ).

http://www.youtube.com/watch?v=_VXiom0d-R4&feature=related

لماذا لا ارتجل في فضاء الممر بين المشاهدين ؟ ولماذا لا يكون نصا خاليا من الحوار؟ على غرار نصوص بيكيت.

مسرحية الأعمى .

بحلول عام 2008 كانت تجربتي في مجال الارتجال قد وصلت حدا بدا لي معه انني استطيع أن أقدم في كل يوم مسرحية جديدة ؟ ولكن جميع تلك التجارب لم تدفعني ولو مرة واحدة للتفكير في ان هناك إمكانية لابتداع ، او الكشف عن ، طريقة او منهاج تدريبي للمثل يمكنه خلال فترة محدودة ان يمتلك قدرة هائلة على الارتجال .

سكيرا

http://www.youtube.com/watch?v=yBcYw6_0pCw&feature=related

كنا في المسرح الوطني الفلسطيني/الحكواتي في القدس نخطط لبداية اول سنة تدريبية لمدرسة المسرح الصيفية بالتعاون مع مؤسسة التعاون الايطالي ، وتم إيفادي مع مجموعة من زملائي إلى ايطاليا بهدف بناء برنامج مشترك مع فنانين ايطاليين لمنهاج تلك المدرسة ، كان تخطيطي يستند إلى خبرتي الأكاديمية و العملية المألوفة لدى الجميع وفي كل مكان : دروس في التمثيل / الإلقاء/ الإخراج/ تاريخ المسرح/ التقنيات/ المهارات الخاصة/ الحركة و الفنون.....الخ.

وكنت أحمل مخططا اوليا للبرنامج بهدف مناقشته مع الاخرين .التقينا مع غاربييل فيشاس ـ استاذ علوم المسرح و التمثيل في جامعة تورينو ـ في بلدة بولفاريجي .

لم نتحدث كثيرا في الأيام الأربعة الأولى ـ سكيرا !.

وجدنا أنفسنا في ورشة عملية لتدريب الممثل- ما الذي نفعله هنا؟ نحن ممثلون ومخرجون محترفون ! ما الذي يمكن أن ينتجه قضاء خمس ساعات من المشي و الارتجال الحركي اليومي بالاعتماد على ثماني خطوات؟

عرض سكيرا (عرض مشهد فيديو سكيرا ـ الرابط ).

http://www.youtube.com/watch?v=wzaYZ9nO0Is

تلك هي السكيرا : تقنية لتدريب الممثل من ابتداع غابرييل فيشاس تتضمن الكشف عن جميع عناصر الفعل المسرحي على الخشبة دون تنظير : الحضور ، الانسجام ، الإنصات ، الذاكرة الانفعالية ، أين؟ كيف؟ ماذا ؟ لماذا؟ اليقظة، التركيز، الارتجال، اكتشاف الفضاء، التفاعل مع الفضاء، التفاعل مع الآخر، الفعل ، رد الفعل، التكامل، الإيقاع ، مستويات وطبقات الصوت ودلالاته ، المفاجأة ، العلاقة بالجمهور، الطاقة ، أن تكون حيا على الخشبة.

عندما تكتشف كل ذلك بنفسك وبصمت تدرك أن سبب تراجعنا وتقدم الغرب يكمن في الاهتمام بالتفاصيل ، تدوين الملاحظات ، دراستها ومراجعتها و فحصها ، البناء على تجارب الاخرين والاستفادة منها ثم الخروج بأسلوبك ونظريتك الخاصة.

باستخدام السكيرا تم الارتجال الحركي على نص هاملت لشكسبير ، 23 ممثل وممثله من جيلين تدربوا على السكيرا وأتقنوها ، وقدموا لي على طبق من ذهب عرضا مسرحيا افخر بأن أضع اسمي عليه .

هو ارتجال اذن ، وتحول علمي ومنهجي من الارتجال العفوي على النص ثم الحركة ، الى ارتجال رياضي مدروس ينتج عفوية وحياة على خشبة المسرح تدهش المشاهد ، وبغض النظر عن النص المستخدم تؤتي ثمارها في فترة زمنية قياسية.

عرض هاملت (عرض مشهد فيديو من مسرحية على خطى هاملت ـ الرابط ).

http://www.youtube.com/watch?v=g56IAC2sSG0

الممر والسكيرا

الراحل يعقوب اسماعيل ، المخرج الفلسطيني الذي قضى في المسرح اكثر من ثلاثين عاما يبحث في الفضاء المسرحي وعلاقة الجمهور والممثل والفضاء ، دوما يتحدث عن نظرية الممر ، يمارسها ولا ينظر لها ، فضاء محدد للممثل وحرية مطلقة في التعبير الصوتي و الجسدي ، القليل من الملاحظات و الكثير من الجهد .

غابرييل فشاس- سكيرا: نظرية محكمة تعتمد الخطوات الثماني وتوظف كافة عناصر العرض لخدمة الممثل .

هل يمكن المزج بين الاسلوبين؟

هل يمكن تطوير اسلوب جديد في التمثيل والاخراج يعتمد ذلك المزج؟

على خد الحلم

لم تتوقف بي الغواية عند هذا الحد بل تجاوزته الى الطلب من المؤلف الموسيقى ارتجال موسيقى غير موزونة ( اتونالتي) ، وكذلك الاضاءة ، كما تعتمدت الاعتماد على ممثلين كلاسيكين مشترطا عليهم قبل توقيع العقود القبول بدكتاتوريتي السلبية ( ادربهم على تقنية السكيرا ثم اتركهم يبنون المسرحية بينما انا اراقب واتابع واجمع الخيوط من بعيد ، ساعات طويلة من العمل الشاق لاخرج بعمل يدهش الجميع ولا يفهمه سوى انا و بعض المحترفين للثقافة والفنون ، رغم بساطة القصة .

http://www.youtube.com/watch?v=qAO6NU0SbQo

غواية اعادتني نتيجتها للسؤال الاساسي للمسرحي : دور المسرح ما هو؟ هل هو مساحة فاصلة بين الفن المجتمع ؟ ام هو حلقة للوصل بينهما ؟ وبينما اغرق في تساؤلاتي يستمر المألوف و المعهود شكلا طاغيا في المسرح العربي لسهولته وبساطته ، امارسه كلما انحزت للجانب الذي لا أحب الانحياز له في الجواب.

(عرض مشهد فيديو من مسرحية من القدس مع حبي ـ الرابط ).

http://www.youtube.com/watch?v=4cFsoAZrTxg


وشكرا

كامل الباشا 18/10/2010 الجزائر